May 28 2019 أخبار 2019
من قبل: إدوارد مالنيك، صحفي سياسي في “صنداي”، بغداد 20 نيسان 2019 | 6:00 مساءً
إنه ليس المكان الوحيد في العالم حيث يمكن أن يتوقع أحد أن يجد فيه سيارة جاغوار حديثة في إحدى معارض السيارات الحديثة والراقية. بيد أنه في حي المنصور، الواقع بحوالي ثلاثة أميال من موقع أكثر الهجمات الدموية من حرب العراق، يوجد إحدى المعارض الثلاث لسيارات جاغوار لاند روفر.
ويرفرف شعار “يونيان جاك” إلى جانب العلم العراقي خارج مبنى المعرض، يظهر الجذور البريطانية للشركة. ويقوم عنصر من قوات الأمن بتفقد السيارات والمارة في الشارع.
وكالات سردار للتجارة، الشركة العراقية التي تدير المعارض، التي تستثمر حوالي 2 مليار باوند مع الحكومة البريطانية، تعرض الآن الدعم للقروض البريطانية للعمل في البلاد من خلال وكالة إئتمان التصدير للمملكة المتحدة.
وفي لقاء مع “ذي تيليغراف” في بغداد، قال سكرتير التجارة الدولية ليام فوكس إنه خلال محادثاته مع مسؤولي البلاد، بدا له أن الحكومة تحس أن الوضع سيشهد إنعطافاً، حيث تحسن الوضع الأمني نسبياً وقامت الحكومة العراقية بفتح “المنطقة الخضراء” في المدينة، 15 عاماً على إحاطته بالأسوار من قبل الجيش الأمريكي لحمايته من الهجمات إبان الحرب. أعمال العنف والقتل في أدنى مستوياته مقارنة بالـ15 سنة الماضية، ويرى المسؤولون البريطانيون “فرصة” في البلاد.
التوتر المتواصل بشأن الوضع الأمني في بغداد ظاهر بوضوح، من خلال تمركز عربات ثقيلة للشرطة والجيش في أرجاء المدينة، مدججين بالسلاح. ويخشى المسؤولين من أن هزيمة الدولة الإسلامية “الخلافة” قد يؤدي إلى عودة البلاد إلى زمن الهجمات الإرهابية، وعلى وجه الخصوص في العاصمة بغداد.
ولكن بصورة عامة، تكتظ العديد من شوارع المدينة، بما في ذلك حي المنصور، بالباعة والمحلات التجارية، التي تظهر لأي زائر كأي عاصمة نشطة وحية في الشرق الأوسط.
ويقول الدكتور فوكس إن الحكومة العراقية تؤمن أنها في موقع يمكنها من جذب مزيد من الإستثمارات، لبناء إقتصاد البلاد، وأن تخفض من إعتمادها على الإستيراد من تركيا وإيران. ويضيف مفوض تجارة المملكة المتحدة إلى الشرق الأوسط سايمون بيني أن الإقتصاد في إنتعاش. ودعا كل من سايمون والدكتور فوكس بريطانيا لإستخدام نفوذها للعمل مع الدول العربية الأخرى في مشاريع في البلاد.
وحالياً، تصرف الحكومة العراقية قرابة نصف إيراداتها بمثابة أجور للقوة العاملة. وتستمد معظم إيراداتها من النفط. وترى الحكومة البريطانية فرصة لدعم وتنمية القطاع الخاص.
يعتقد الدكتور فوكس أنه من مسؤولية المملكة المتحدة تقديم الدعم لإعادة إعمار العراق كجزء مما وصفه بـ”المرحلة المقبلة لتحسين مستوى المعيشة” للعراقيين بعد أن قاد طوني بلير حرب 2003 التي أطاحت بـ صدام حسين.
“توجد أمامنا صعوبات دون شك، لكنني رغم ذلك أعتقد أنه توجد أرضية للتفائل، مع الأخذ في نظر الإعتبار التضحيات التي قدمها الشعب البريطاني، وبالأخص القوات المسلحة، وسيعتبر تجاهلاً للفرصة من جانبنا إذا لم نمعن النظر إلى المرحلة المقبلة لتحسين المستوى المعيشي وحياة المواطنين العراقيين”.
الدكتور فوكس، الذي زار العراق آخر مرة عام 2008 بصفة وزير الظل للدفاع، يصر على أن التجارة والإستثمار لا يتمحوران حول الإقتصاد لوحده. “إذا تمكنت من توفير العناصر التي تقدم فرص العمل والإزدهار إلى الناس، سوف تلقى دعماً سياسياً أكبر من الحكومة، والذي من شأنه تحقيق الإستقرار في البلاد التي شهدت إضطرابات وحروب لفترة طويلة.
تم إفتتاح معارض جاغوار لاند روفر عام 2015، عام على إحتلال داعش لأجزاء من إحدى المدن العراقية بحوالي 37 ميلاً من بغداد.
ويقول رئيس وكالات سردار التجارية سردار البيباني، البالغ من العمر 51 عاماً، إنهم بدأوا العمل في أوقات عصيبة، وإستمروا بالعمل في تلك الظروف، مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي واجهت أعماله طوال سنين، بما في ذلك إفتتاح المعارض في كوردستان عام 2010.
“لكني أتصور أن ماركة جاغوار لاند روفر والعلم البريطاني الذي يرفرف خارج المعرض، مؤشر على عودة الأمن والإستقرار إلى العراق.” وشهدت الشركة خلال الأشهر الأخيرة نقطة تحول في مبيعاتها، حيث قامت في الشهر الحالي لوحده ببيع 40 سيارة، تتراوح أسعارها بين 15,000 إلى 76,000 باوند.
ليام فوكس واقف مع رجل الأعمال البريطاني المولود في العراق سعد ناجي الذي يملك “مول بابل”. ألتقطت الصورة وعلى يمينهم معرض جاغوار لاند روفر.
وحتى الآن، لا يزال البلاد تحت تهديد الهجمات الإرهابية وأعمال الخطف، وتدعو وزارة الخارجية رعاياها البريطانيين المسافرين إلى العراق الحصول على الحماية من الشركات الأمنية الخاصة.
كان يعرف الطريق المؤدي من المطار، البعيدة بحوالي 10 دقائق بالسيارة من معرض المنصور، بـ”طريق الموت” خلال ذروة الحرب. كانت نقطة ساخنة للإنتحاريين والمسلحين المتربصين بقوات التحالف خلال ترحالهم من المطار إلى المنطقة الخضراء، المجمع الرئاسي والمسكن السابق لـ صدام حسين.
ولكن بينما يسافر مسؤولين بريطانيين وأمريكيين في أرجاء البلاد بعربات مصفحة، تم بيع أغلبية سيارات الـ جاغوار لاندروفر الـ2,000 إلى عراقيين، أكثر مما بيع في المملكة المتحدة.
ويوجد في أرجاء المدينة، في مجمع شركاء الأعمال العراقيين، شركة طه، مكتب أوبتيما في بغداد، وهي شركة بريطانية مختصة بتفكيك العبوات الناسفة المتطورة في مناطق مثل الموصل التي إستعادها العراقيين من قبضة داعش منذ 2017.